أحداث مباراة الأهلي والجيش الملكي في المغرب… بين حق الأهلي والقرارات المنتظرة من الكاف
شهدت مباراة الأهلي المصري والجيش الملكي المغربي في البطولة الإفريقية حالة من الجدل الكبير، بعد الأحداث المؤسفة التي تعرض لها لاعبو الفريق الأحمر داخل أرض الملعب، والتي أثارت غضب الجماهير المصرية والعربية، وفتحت الباب أمام تساؤلات عديدة حول العقوبات المنتظرة وما إذا كان الأهلي سيحصل على حقه الكامل.
تفاصيل الاعتداءات داخل الملعب
بدأ التوتر منذ اللحظات الأولى للمباراة، لكن ما حدث في الشوط الثاني كان خارجًا عن كل توقعات كرة القدم.
فقد قامت جماهير الجيش الملكي بإلقاء زجاجات على لاعبي الأهلي، بالإضافة إلى إشعال الشماريخ وإلقائها داخل المستطيل الأخضر، وهو ما تسبب في توقف اللعب أكثر من مرة، وسط محاولات من الأمن لاحتواء الموقف.
الأخطر من ذلك كان إصابة لاعب الأهلي محمود حسن “تريزيجيه” بعد تعرضه لما يشبه ضربة بـ سكينة معجون – أداة مدببة تُستخدم في التشطيبات – وهو ما أكده الجهاز الطبي للفريق، ليصبح الأمر ليس مجرد شغب جماهيري بل اعتداء مباشر على سلامة اللاعبين.
من المتضرر الحقيقي؟ وهل استفاد الأهلي؟
ورغم أن الأهلي هو الطرف الذي تعرض للأذى النفسي والبدني، فإن القرارات المتوقعة من الكاف قد لا تعود بفائدة مباشرة على الفريق المصري.
فالعقوبة المرجّحة هي حرمان جماهير الجيش الملكي من حضور مباراتين على أرضهم، وهي عقوبة رادعة نظريًا، لكنها عمليًا لا تعوض الضرر الذي لحق بالأهلي داخل المباراة.
هنا يظهر السؤال الأهم:
هل استفاد الأهلي من الأحداث؟
العديد من جماهير الأهلي ترى أن الفريق لم يستفد شيئًا رغم كونه المتضرر الأكبر، بينما قد يستفيد منافسون آخرون في المجموعة مثل يانج أفريكانز وشبيبة القبائل في حال خاضوا مباريات أمام الجيش الملكي دون جمهور.
وفي الوقت نفسه، يرى كثيرون أن الأهلي كان يستحق الحصول على نقاط المباراة الثلاث، استنادًا إلى لوائح الاتحاد الإفريقي التي تشدد على سلامة اللاعبين، وأنه في حال تعرض فريق لاعتداء مباشر يهدد أمنه أو يؤثر على سير اللقاء، يصبح من حقه المطالبة باعتباره فائزًا.
قواعد الكاف في مثل هذه الحالات
لوائح الاتحاد الإفريقي تنص على مجموعة من الإجراءات أهمها:
إذا تعرّض لاعب أو حكم لاعتداء مباشر من الجمهور، يحق لمراقب المباراة رفع تقرير عاجل للجنة الانضباط.
في حال تسبب الجمهور في أحداث خطيرة تؤدي إلى توقف المباراة أو تهديد سلامة الفريق، يمكن احتساب الفوز لصالح الفريق المتضرر.
العقوبات تختلف حسب درجة الخطورة بين غرامات مالية، لعب بدون جمهور، أو خسارة المباراة.
وبالنظر إلى ما حدث مع الأهلي، فإن كثيرًا من المحللين يؤكدون أن الاعتداء على تريزيجيه ورشق الزجاجات يعد سببًا كافيًا لاتخاذ قرارات أقوى من مجرد حرمان الجمهور.
لماذا تُعد خسارة نقاط المباراة عقوبة عادلة؟
من جهة أخرى، يرى البعض أن العقوبة المناسبة يجب أن تتضمن:
1. منح الأهلي النقاط الثلاث، لأنه الفريق الذي تعرض للضرر المباشر.
2. فرض غرامة مالية كبيرة على نادي الجيش الملكي.
3. معاقبة النادي باللعب بدون جمهور لعدة مباريات وليس مباراتين فقط.
وهذا المقترح لا يُعد تحيزًا، بل يهدف إلى ضمان العدالة ومنع تكرار هذه الأحداث التي تسيء لصورة كرة القدم الإفريقية.
التأثير على شكل المجموعة
في حال اقتصرت العقوبات على لعب الجيش الملكي بدون جمهور، فقد يستفيد منافسو الأهلي في المجموعة، إذ سيواجهون الفريق المغربي في ظروف أفضل من تلك التي واجهها الأهلي، ما يضر بعدالة المنافسة ويؤثر على التكافؤ الرياضي.
وبذلك يصبح السؤال الأكثر ترديدًا بين جماهير الأهلي:
لماذا يُعاقَب الفريق الذي تعرض للأزمة، بينما يستفيد الآخرون؟
خاتمة: رسالة للكاف
الأهلي، باعتباره ناديًا كبيرًا ويمثل واحدة من أقوى المدارس الكروية في إفريقيا، يستحق الحماية والعدالة.
والأحداث التي شهدتها المباراة لن تمر مرور الكرام، خصوصًا مع التقارير الطبية والإعلامية التي تؤكد وجود اعتداءات واضحة.
الكرة الآن في ملعب الكاف، والجماهير تنتظر قرارات حاسمة تضمن:
حماية اللاعبين
تحقيق العدالة
عدم استفادة أي منافس من أحداث خارجة عن كرة القدم
رد حق الأهلي كاملًا بعد ما حدث في المغرب
وفي النهاية، يبقى الأمل أن تشهد الكرة الإفريقية مستقبلًا أ
فضل، وأن تكون الملاعب ساحة تنافس شريفة فقط، بعيدًا عن أي تجاوزات أو اعتداءات.

إرسال تعليق