مؤامرة الكاف".. الجيش اتعاقب والأهلي اتفرم.. ويانج أفريكانز بيضحك في الآخر!:-
في دهاليز الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف"، يبدو أن العدالة ترتدي أحياناً ثوباً مقلوباً. عندما تصدر العقوبات، من المفترض أن يتألم المخطئ وينال جزاءه. لكن في القضية الأخيرة المتعلقة بنادي الجيش الملكي المغربي، يبدو أن "الأهلي" المصري هو من دفع فاتورة ليست فاتورته، والمستفيد الحقيقي كان يتفرج من بعيد ويحتفل بهدوء!
دعونا نفكك هذه "الطبخة" الكروية ونوضح كيف أن الأهلي، عملاق أفريقيا، تعرض لـ "البهدلة" وفي النهاية خرج خالي الوفاض من أي استفادة مباشرة.
الجيش الملكي: الذنب والعقوبة
البداية كانت بخطأ واضح من جماهير الجيش الملكي، تصرفات لا يمكن تبريرها، استوجبت تدخلاً حازماً من الكاف. العقوبة كانت قاسية: لعب عدد من المباريات بدون جمهور، وغرامات مالية. ظاهرياً، العقوبة منطقية وتطبق على النادي المخطئ لردع مثل هذه الأفعال مستقبلاً.
لكن السؤال الأهم هنا: كيف أثرت هذه العقوبة على بقية المشهد الكروي الأفريقي، وتحديداً على النادي الأهلي الذي كان طرفاً في نفس المجموعة؟
الأهلي: الضحية اللي محدش حاسس بيها!
المنطق يقول: "لو منافسي اتعاقب، أكيد ده هيخدمني". لكن في حالة الأهلي، المنطق ده اتقلب رأساً على عقب.
البهدلة والسفر: الأهلي تعرض لسلسلة من المشاكل اللوجستية والسفر الطويل والمجهد. سافر لمواجهة الجيش الملكي في ظروف معقدة، ورغم أن المباراة أقيمت في ملعب محايد أو بدون جمهور، إلا أن كل هذه الترتيبات الإضافية أرهقت الفريق ذهنياً وبدنياً.
غياب العدالة التنافسية: عندما يلعب فريق بعض مبارياته على أرضه بجمهور، وفريق آخر (الجيش) يلعبها بدون جمهور بقرار عقابي، فإن التكافؤ في الفرص داخل المجموعة الواحدة يختل. الأهلي نفسه واجه الجيش في ظروف معينة، لكن تأثير العقوبة لم يكن لصالح الأهلي بشكل مباشر يؤدي لتصدره المجموعة مثلاً.
باختصار، الأهلي "اتفرم" في السفر والضغط النفسي، وفي النهاية لم يحصد الفائدة المرجوة التي قد يتخيلها البعض.
المستفيد الحقيقي: يانج أفريكانز وشبيبة القبائل
هنا مربط الفرس، وهنا تظهر "الحقيقة المرة". العقوبة خدمت بشكل غير مباشر، وربما بشكل مباشر جداً، منافسي الأهلي والجيش الملكي في المجموعة.
يانج أفريكانز التنزاني وشبيبة القبائل الجزائري: هذان الفريقان هما من استفادا حقاً من ضعف موقف الجيش الملكي بعد العقوبة. عندما يلعب الجيش مبارياته "في الضياع" أو بدون قاعدته الجماهيرية الصاخبة التي ترهب الخصوم في المغرب، يصبح صيداً أسهل للمنافسين الآخرين.
الجيش الملكي الضعيف بسبب العقوبة هو حلم لأي فريق آخر في المجموعة. نقاط أسهل، ضغط جماهيري أقل، وفرصة أكبر للتأهل على حساب الأهلي أو الجيش نفسه.
الخلاصة: الكاف محتاج يراجع حساباته
القضية كلها تفتح الباب لتساؤل مشروع: هل يطبق الكاف عقوباته بحكمة تضمن العدالة التنافسية للجميع؟ أم أن القرارات العشوائية قد تضر بالضحية وتفيد المتفرج؟
الأهلي خرج من هذه الدوامة وهو يشعر بالظلم، لأنه تحمل العبء الأكبر من "الهرجلة" التنظيمية، بينما يانج أفريكانز وشبيبة القبائل هما من جنيا ثمار ضعف منافس مشترك.
في كرة القدم الأفريقية، يبدو أن الحكمة غائبة أحياناً، ومثل هذه المواقف تؤكد أن "المؤامرات" ليست مجرد خيال جماهيري، بل واقع مرير يحدث في كواليس أكبر البطولات

إرسال تعليق