مدرب زيمبابوي يتكلم عن احترام مصر… بس الحكاية أكبر من كده بكتير:-
في كورة القدم، مش كل تصريح بيتقال بعد الماتش يبقى عابر أو بروتوكول والسلام. أحيانًا جملة صغيرة من مدرب، ممكن تفتح باب حكاية طويلة، وتحطك قدام أسئلة أكبر من نتيجة ماتش أو أداء شوط. وده بالظبط اللي حصل لما مدرب منتخب زيمبابوي طلع يتكلم عن مواجهة منتخب مصر، وقال إن فريقه “أظهر احترامًا زائدًا” للفراعنة، وإن التعليمات اللي اتقالت للاعيبته ما اتنفذتش بالشكل المطلوب.
التصريح ده شكله بسيط، بس اللي يقراه بعين كروية هيفهم إن الموضوع مش مجرد احترام، ولا رهبة اسم منتخب مصر، ولا حتى أخطاء تكتيكية. إحنا قدام مواجهة بتعكس فرق تاريخ، وخبرة، وشخصية، وكمان بتكشف وضع منتخب مصر نفسه، هل هو فعلاً لسه المنتخب اللي الكل بيحسب له ألف حساب؟ ولا بقينا بنعيش على الاسم أكتر من الأداء؟
اسم مصر لسه تقيل… حتى لو الأداء مش دايمًا مقنع
أول حاجة لازم نقولها، إن اسم منتخب مصر في إفريقيا لسه ليه وزنه. سبع بطولات أمم إفريقيا مش رقم سهل، وتاريخ طويل من النجوم، من محمود الجوهري، لحسن شحاتة، لحد جيل محمد صلاح. فطبيعي جدًا إن أي منتخب إفريقي، خصوصًا منتخب بحجم زيمبابوي، يدخل الماتش وهو شايل همّ الاسم قبل ما يشوف الملعب.
مدرب زيمبابوي لما قال إن لعيبته احترموا مصر زيادة عن اللزوم، هو في الحقيقة بيعترف إن في رهبة نفسية سيطرت على الفريق. الرهبة دي بتخلي اللاعب يلعب بحذر زيادة، يسيب مساحات، يتراجع أكتر من اللازم، ويتعامل مع الكرة كإنها سخنة.
وده مش عيب في حد ذاته، بس في الكورة الحديثة، الاحترام الزيادة بيتحول لعب سلبي، واللعب السلبي ضد منتخب بحجم مصر، حتى لو مش في أفضل حالاته، غالبًا نهايته مش سعيدة.
التعليمات ما اتنفذتش… مشكلة مدرب ولا عقلية لاعيبة؟
الجزء التاني من التصريح كان أخطر شوية: “التعليمات لم تُنفذ”. الجملة دي بتتقال كتير من مدربين بعد الخسارة، بس لازم نسأل: هل المشكلة في التعليمات نفسها؟ ولا في اللاعبين؟ ولا في الضغط اللي خلّى كل الكلام قبل الماتش يطير أول ما الحكم صفر؟
في منتخبات كتير في إفريقيا، المشكلة مش في المهارة ولا اللياقة، المشكلة في الالتزام. اللاعب الإفريقي بطبيعته عاطفي، ولما يدخل ماتش قدام منتخب كبير، يا إما يتحمس زيادة عن اللزوم، يا إما يتوتر ويتجمد.
واضح إن لعيبة زيمبابوي دخلوا الماتش وهم بيفكروا في اسم مصر أكتر ما بيفكروا في الخطة. فبدل ما يضغطوا، تراجعوا. بدل ما يبادروا، استنوا. وده خلّى التعليمات تبقى حبر على ورق.
منتخب مصر… كسب الاحترام قبل ما يكسب الماتش
بعيدًا عن زيمبابوي، الكلام ده كله بيرجعنا لمنتخب مصر نفسه. الحقيقة إن المنتخب، حتى في فترات التراجع، بيكسب حاجة مهمة: الاحترام. الخصوم بتدخل قدامه بحذر، والمدربين بيتكلموا عنه بحساب، وده في حد ذاته مكسب.
لكن السؤال اللي بيطرح نفسه: هل منتخب مصر بيعرف يستغل الاحترام ده كويس؟ ولا ساعات بنكتفي إن الخصم خايف، من غير ما نترجم ده لأداء قوي وسيطرة حقيقية؟
في ماتشات كتير، شفنا منتخب مصر يبدأ بهدوء زيادة عن اللزوم، يدي الخصم فرصة يدخل في الماتش، وبعدين نعتمد على لمحة فردية أو هجمة مرتدة. الأسلوب ده ممكن ينجح، بس مش دايمًا، وخصوصًا في بطولة طويلة زي أمم إفريقيا.
حسام حسن بين الاسم الكبير والتحدي الأصعب
وجود حسام حسن على رأس القيادة الفنية لمنتخب مصر عامل مهم جدًا في المعادلة. حسام حسن اسم تقيل هو كمان، لكن التحدي الحقيقي قدامه مش بس الفوز بالماتشات، التحدي إنه يخلق منتخب عنده شخصية ثابتة، مش بس هيبة تاريخية.
منتخب مصر محتاج يبقى هو اللي يفرض أسلوبه، مش يستنى الخصم يحترمه زيادة. محتاج يبدأ ضاغط، متحكم، واضح في أفكاره، علشان أي منتخب إفريقي يدخل قدامه وهو عارف إن الاحترام لوحده مش هيكفي.
زيمبابوي مش منتخب سهل… بس التجربة لسه ناقصة
على الجانب التاني، منتخب زيمبابوي مش فريق ضعيف، لكنه لسه في مرحلة بناء. عنده لعيبة كويسين بدنيًا، وعنده سرعة، لكن ناقصه حاجتين: الخبرة، والشخصية في الماتشات الكبيرة.
الماتشات اللي زي دي بتبقى دروس قاسية، بس مفيدة. مدرب زيمبابوي أكيد طلع بمكاسب، حتى وهو خسران. عرف إن فريقه لما يلعب بندية، يقدر يضايق، لكن لما يخاف، بيتعاقب فورًا.
أمم إفريقيا 2025… بطولة ما بترحمش
بطولة أمم إفريقيا مش زي أي بطولة. مفيش فيها “ماتش سهل”. المنتخبات الصغيرة بتتطور، والمنتخبات الكبيرة تحت ضغط دايم. أي لحظة تهاون ممكن تكلفك البطولة كلها.
تصريح مدرب زيمبابوي بيأكد إن البطولة دي نفسية قبل ما تكون فنية. اللي يدخل وهو واثق زيادة يخسر، واللي يدخل وهو خايف يخسر، واللي يوازن بين الاحترام والطموح هو اللي يكسب.
هل الاحترام وحده يكفي قدام مصر؟
الإجابة الواضحة: لأ. احترام منتخب مصر شيء طبيعي، لكن لو اتحول لخوف، يبقى عبء. المنتخبات اللي بتنجح قدام مصر هي اللي بتلعب بشجاعة، تضغط، وتغامر، حتى لو خسرت.
وده درس مش لزيمبابوي بس، ده درس لأي منتخب هيواجه مصر في البطولة. الاسم الكبير لوحده مش بيسجل أهداف، بس برضه ما ينفعش تستهين بيه.
في النهاية… الكورة بتتكلم جوه الملعب
تصريحات بعد الماتش مهمة، لكنها مش كل حاجة. الحقيقة دايمًا بتبقى جوه المستطيل الأخضر. منتخب مصر كسب احترام، وزيمبابوي اتعلم درس. البطولة لسه طويلة، وكل ماتش له حكاية.
واللي جاي هيكشف هل منتخب مصر هيستغل الهيبة دي ويبني عليها أداء قوي؟ ولا هيفضل معتمد على إن الخصم “محترم زيادة عن اللزوم”؟
أمم إفريقيا دايمًا مليانة مفاجآت، واللي فاكر نفسه كسبان من
بدري، غالبًا بيصحى على صدمة.

إرسال تعليق